“صعب للدراسات” احيت الذكرى ال 35 لرحيله : حسن صعب رمز من رموز الفكر الاصلاحي المضيء

“صعب للدراسات” احيت الذكرى ال 35 لرحيله : حسن صعب رمز من رموز الفكر الاصلاحي المضيء

“صعب للدراسات” احيت الذكرى ال 35 لرحيله : حسن صعب رمز من رموز الفكر الاصلاحي المضيء

لمناسبة الذكرى ال 35 لوفاته اصدرت “مؤسسة حسن صعب للدراسات والابحاث” بيان تكريمي للأمين العام لندوة الدراسات الإنمائية د.حسن صعب، شاركت فيه ارملة الراحل د.نعمت حبيب غندور، د.مروان صعب، الزميل محمد ع.درويش.

نجتمع اليوم وفاء لرجل عالم، لإنسان مبدع، غادرنا وهو في قمة عطائه وفي قمة إبداعه. رجل عرف قيمة العقل في تطور الإنسان وإنمائه فدعا الى لبنان العقل لا لبنان العنف. حسن صعب في مدرسته السياسية العقلانية كان يقول دائما ويكتب ان استقلال لبنان الحقيقي هو في إنمائه وتطويره من دولة متخلفة الى دولة متقدمة.

آمن بالحوار وبالتوحيد وعمل من اجلهما.

نبذ التباعد والتقسيم وناضل ضدهما.

آمن بلبنان الحرية والفكر والانفتاح ونبذ العبودية والكبت والتعصب.

حسن صعب ترك لنا نتاجا غزيرا ومكتبة غنية تقدر بعشرات الكتب والمحاضرات والمقالات تشهد لفكره المستنير ولجرأته النادرة ولعقلانيته المبدعة.

حسن صعب انت في ضمير لبنان وفي عقول أبنائه.

حسن صعب غدا اسمه علما من اعلام لبنان، ورمزا من رموز الفكر الاصلاحي المضيء، والعمل الإنمائي الرصين، على المستوى العربي والعالمي.

في ذكرى رحيله قالت أرملته د.نعمت غندور : نستذكر هذه القامة العلمية والوطنية التي حملت رسالة وحدة لبنان وتآخي شعبه، وبقيت حتى الرمق الأخير تعمل لنبذ الطائفية وتكريس العيش المشترك.

واضافت : تَمضي العقود على وفاة الراحل حسن صعب رحمه الله تعالى، وتبقى ذِكراه مُتجدِّدةً وحاضِرة في قلوبِ اللبنانيينَ والعَرَب؛ لِلمَوقِعِ السَّامِي الذي احْتَلَّهُ الراحل، في عُمقِ المَشْهَدِ الإنمائي وَالسِّيَاسِيّ في لبنان والعالم العربيِّ.

في ذِكرَى وفاته، نَستنِيرُ بمَواقِفه الرَّائدةِ والبنَّاءة، ونَستَلهِمُ مِنْ تِلكَ المَسِيرَةِ الحَافِلةِ بالإنجازاتِ والأعمال، التَّفانيَ في العملِ البَنَّاءِ والمُخلِص.

لقد حَمَلَ الراحل قضِيَّةَ لبنان، ورِسالته إلى المَحَافِلِ الدَّولِيّةِ والعربية، فكانَ خَيرَ مُدافِعٍ عَنْ وَحْدَةِ لُبنانَ شَعبا وأرضا، في وَقتٍ كانَتْ تَفتَرِسُه أنيابُ الطَّامِعِينَ بهِ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ وَصَوب.

وَرَفَعَ رَايةَ عُروبَةِ لبنانَ وَطَنا نِهائيّا لِجَمِيعِ أبنائه، في وقتٍ كَانَتْ تَنْهَالُ سَكَاكِينُ التَّمْزِيقِ الفِئوِيَّةِ على كُلِّ الجَسَدِ اللبنانيِّ تَقطيعا وتَفتِيتا، وعَمِلَ مَعَ القِيادَاتِ الوَطَنِيَّةِ، على إخراجِ لبنانَ مِنْ مُستَنقَعِ الحَربِ التي دَمَّرتْ فيه الإنسانَ والبُنيان، وأحْرَقَتِ الأخضَرَ واليابس، مُترَفِّعا عَنِ الطَّائفِيَّةِ وَالمَذهَبِيَّة، مُتَمَسِّكًا بِدِينِه وَعُرُوبَتِهِ وَلُبْنَانِيَّتِه، رافضا كُلَّ تَدَخُّلٍ خَارِجِيّ ، تحت أيَّ اسْمٍ مِنَ المُسَمَّيَات، دِفَاعا عَنْ سِيَادَةِ الوَطَنِ وَحُرِّيَّتِهِ واستقلالِه.

ولذلك، وعلى خُطَاهُ رَحِمَهُ الله، نُعْلِنُ اسْتِمْرَارَنَا عَلَى العَهدِ وَالوَعد، وَالأَمَانَةِ لِلوَطَنِ وَالمُوَاطِنِين.

كما وجه د.مروان صعب تحيته الى والده الراحل حسن صعب، تحية الأجيال، تحيةَ لبنان الحضارة، فهو مَن علّمَ أن لبنان هو الملتقى الفريد للمسيحيّة والإسلام، وأن لبنان وطنُ العقل لا وطنُ العنف، ورفع أمامَنا شعاره الدائم : “إنماء الإنسان، كلِّ إنسان وكل الإنسان”.

حسن صعب داعية ومصلح سياسي، ترك لنا الكثير علما ومنهجا وسلوكا.

كان مؤمنا وضد التعصب، مع التدين وضد الطائفية، يقدس العقل وحكمه، ويعشق الحرية والديموقراطية، صادق الكلمة والعاطفة.

واضاف قائلا : حسن صعب رجل تشبع فكره وكيانه وحواسه بالسياسة، وظهر ذلك في كتابته وفي سلوكه، وكتابه ” علم السياسة” يشهد له بطول الباع في هذا المضمار، رجل اتسمت آراؤه بنفحة ثورية مثالية، كان هاجسه التغيير والتحديث تحقيقا للاصلاح السياسي الذي يعتبر غاية كل اصلاح، وسبيله في ذلك الحوار والانفتاح، لا العنف والانغلاق على الذات. وقد حاول ان ينقل فكره السياسي الى الواقع والحياة السياسية، ويحقق طموحه وافكاره السياسية في العمل السياسي، فخاض غمار الانتخابات النيابية سنة ١٩٦٠ وسنة ١٩٧٢ ولم يحالفه الحظ، فما يئس ولا استكان، بل ناضل وكافح من أجل انقاذ وطنه ونشر الوعي السياسي في مجتمعه، وفي سبيل ما يؤمن انه الحق، وحمل قضية لبنان والقضية العربية معه اينما حل وارتحل، وكان له فضل كبير بإنضمام لبنان الى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الكسو”.

وعاهد د.مروان صعب محبي والده، على أن تبقى مؤسسته وفية لمبادئ وقِيَم صاحب الذكرى، وما أرساه طوال عقود. أن يبقى أمينا على إرث ثقافي إنمائي وسياسي جوهره الحرية والتنوع، أفنى الراحل عمره من أجله ملتزماً مسيرة الثقافة الوطنية وقضية الانسان والانماء.

وقال: “ستبقى مؤسسته منبرا حرا، لا يعرف للقيد مكان، بيتا مشرّعة أبوابه للثقافة والمثقفين والمبدعين والمفكرين والأدباء والشعراء وصنّاع الرأي، من أي جهة أتوا وإلى أي جهة انتموا. وستبقى قاعات المؤسسة مفتوحة للحوار الوطني الديمقراطي دون قيود، ومساحة للتلاقي ومنصة للأفكار الخلاقة، لكل مبدع لكي يعبّر عن رأيه”.

وختم قائلا: “إن المؤسسة، إذ تكرّر شكرها لكل المحبين والأوفياء والاصدقاء، سيبقى والدي حياً في إرثه الغني الذي راكمه خلال عقود من النضال الانمائي والسياسي والفكري، وسنعمل على تذكير الأجيال اللاحقة بهذا الإرث من خلال الأنشطة المستمرة التي ستجريها المؤسسة، وأيضا من خلال مكتبته التي بناها، ومن خلال جائزة حسن صعب السنوية التي سيعلن عن تفاصيلها لاحقا.

واستذكر الزميل محمد ع.درويش معلمه قائلا :

اليوم 25 تموز 2025 . ترى ما الذي كان سيكتبه حسن صعب لو حضر هذا اليوم من ايام المنطقة العربية ؟

في هذه الأيام العصيبة، التي يمر بها العالم والمنطقة، اود ان استعيد ذكراه، متمنيا بأسى لو مد الله في عمره ليرافقنا في مجالسة هذه الايام الاستثنائية، وهو الذي كان يتوقف بامعان وشغف عند كل مفاصل التحول العالمي والعربي.

لو … لكان ابتدع نشاطا ما يربط الندوة بالحدث، لكان اصدر كتابا وطور فكرا وقال كلمته.

الكلمة! هاجس حسن صعب : الكلمة بدورها الريادي التغييري الانمائي .. الكلمة ! نقطة نستذكر هذا العالم الغزير الكتابة والدفق، ولعل أروع ما فيك أنك كتبت لتقنن. ما كتبت، يا دكتور حسن، كتابة هامشية ظرفية عابرة. بل كتبت كتابة أبدية سرمدية باقية، بدأت تتشكل من الآن، أحافير ومستحثات في أخاديد الزمن الآتي.

واضاف : حسن صعب الإنسان العصامي الصابر، المكافح الدوؤب العالم المجتهد والباحث دوما عن الأفضل والأصلح لأخيه الانسان، المتطلع ابدا نحو الحق والنور والجمال.

فكر حسن صعب، صاحب المدرسة وحامل الرسالة المتوسل اسلوب النداوة والطلاوة، ومضمون الأعماق والابعاد، فلا هو يستسهل السبل ولا هو يلقي السلاح عند اي انتكاسة ولا هو ينحرف عن الجادة بالغا ما بلغت العوائق والصواعد من الشدة.

لقد كنت يا معلمي، “الحسن الصعب”، بكل ما يرمز اليه اسمك الجليل من معان كان لك منها نصيب واي نصيب : لقد كنت حربا على البشاعة والجمود والتحجر، وكنت دائبا في ارتياد الذرى، فلا تستهويك السفوح، ولا تغريك الأودية، شأنك شأن النسر يموت واقفا ولكن جناحيه لا يبارحان القمم.

وختم البيان : لنتعاون على بناء دولة القانون والمؤسسات الخالية من الفساد لأننا كلنا معنيون ويجب علينا ان لا نسكت عن أي انحراف قد نشهده على الصّعيد الدّينيّ أو الفكريّ أو الماليّ أو الاقتصاديّ أو السياسيّ… وسوف نستمر بصدق وإخلاص نعمل لتعزيز الوحدة الإسلامية التي من دونها لن تشهد أمتنا أي نهضة، ولتعميق الوحدة الوطنية التي بها نحمي أوطاننا من مخططات التفتيت والتقسيم والفوضى التي يعمل لتنفيذها أعداء هذه المنطقة ولتوسيع اللّقاء بين الدّيانات وندعو إلى مدّ الجسور بين الدّول العربيّة والإسلاميّة وإزالة التوترات والهواجس فيما بينها لتقوم معا بدورها ومسؤوليّتها وهي من تملك الإمكانات والقدرات والطاقات الّتي تجعل لها الحضور القويّ في هذا العالم ومواجهة التّحديات الّتي تهدّدها اليوم ممّن يريدون العبث بمقدّراتها وثرواتها وحضورها في هذا العالم حيث لا يمكن أن ترتقي وتواجه كلّ التّحديات بالتّرهّل والانقسامات.

وسوف نبقى على نهجنا في أن نكون صمّام أمان في أي موقع نتواجد فيه، بأن نطلق الصّوت عاليا حتّى لا نسمح للمنحرفين والفاسدين والظّالمين والعاملين للفتنة أن يسيطروا على واقعنا أو يهدّدوه… بأن نتعاون ليكون لنا في هذا البلد دولة نريدها قويّة عادلة خالية من الفساد دولة تحرص على كل مواطنيها لا تفرق بينهم إلا على أساس الكفاءة والوحدة.

By haidar
No widgets found. Go to Widget page and add the widget in Offcanvas Sidebar Widget Area.