16
ديسمبر
كان حِواراََ غامضاََ بين كيانها وكينونتها، لم تستطع أن تعقِلَ كل معانيه ولم تُيقِن أنه بداية رحلة العودة إلى الذات. كانت تتصبَّبُ ولعاََ وهو يتصيدها ويصطادها ويتنشقها في رواحها ومجيئها وذهابها وخروجها ودخولها وكلِّ سَكَناتها.. وأدركت أنه لا مفر من قبضته على كل مفاتيحها، فارتمت قيدَ أفكارها، ولكنها لم تأبه لكل ما سمعته في قرارة نفسها. ضربت بعرض الحائط كل بروتوكولات العروض واستعراض العضلات وانقباض الأسارير وتراخت عن متطلباتها. أطبقت على بنانها محبسا يحمل حجرا أزورديا يخفي أول حرف من حروف قصائد الولع. واشتعلت به شبابا وشيبا وعمرا وعمرانا ورحيقا وشغفا. في سريرة نفسها أخبرت ذاتها مِراراََ مُرٌَةََ أنه في…